"هآرتس": جنود إسرائيل يتوقون لقتل الفلسطينيين كما في غزة
"هآرتس": جنود إسرائيل يتوقون لقتل الفلسطينيين كما في غزة
اتهمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في افتتاحيتها الصادرة اليوم الاثنين، الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربية بتنفيذ عمليات قتل متعمدة للفلسطينيين دون مبرر، وبتواطؤ من القيادة العسكرية العليا، في وقت يتم فيه تعميم مناخ الإفلات من العقاب الذي ميز الحرب على قطاع غزة.
وسلّطت الصحيفة الضوء على حادثة قتل الشاب الفلسطيني جاسم السدة (20 عامًا)، أثناء نومه في منزله بقرية "جيت" قرب قلقيلية شمالي الضفة الغربية، خلال مداهمة ليلية نفذها الجيش الإسرائيلي في 27-28 مايو الماضي.
وأشارت إلى أن قوات الجيش اقتحمت المبنى عنوة دون أن يكون فيه مطلوبون، وأيقظت سكانه بمن فيهم الأطفال والرضّع، قبل أن يقتحم جندي شقة الشاب جاسم ويطلق عليه الرصاص الحي من مسافة قريبة جدًا وهو في سريره، ما أدى إلى استشهاده فورًا بعد إصابته بأربع رصاصات في الجزء العلوي من جسده، بينما كان والده في الغرفة المجاورة.
صمت رسمي ومحاسبة غائبة
كشفت الصحيفة أن رد الجيش الإسرائيلي اقتصر على عبارة مقتضبة مفادها "سيتم التحقيق في الحادثة"، دون تقديم أي جدول زمني أو معلومات واضحة، مضيفة أن الشرطة العسكرية لم تفتح تحقيقًا جنائيًا حتى الآن، ولم يُعتقل الجندي أو يُوقَف عن الخدمة.
وتساءلت "هآرتس": "ما الذي يعنيه الحديث عن فتح تحقيق؟ ومن الذي سيُجريه؟ ومتى؟"، معتبرة أن التعامل مع الجريمة وكأنها حادث عرضي يشير إلى قبولها ضمنيًا من القيادة العسكرية.
ثقافة قتل تتوسع
أشارت الصحيفة إلى أن سلوك الجيش في الضفة الغربية بدأ يحاكي نهج قواته في غزة، حيث "كل شيء بات مباحًا"، مؤكدة أن "قتل الفلسطينيين لم يعد استثناء، بل جزءاً من ثقافة يومية تلقى تساهلًا مؤسسيًا، ويغذيه مناخًا عامًا يشجع على الوحشية".
وقالت: "عندما يقتل الجيش آلاف الأبرياء في غزة –من بينهم صحفيون، وأطباء، وأطفال، ومسنون ونساء– من دون محاسبة، فإن الجنود في الضفة يبدؤون بالشعور بأن لهم الحرية ذاتها".
واعتبرت "هآرتس" أن ما كان يُروّج سابقًا حول "أخلاقية" الجيش الإسرائيلي بات بلا معنى، في ظل الجرائم المتكررة وسكوت القيادة عنها، وقالت الصحيفة: "عندما لا يُعتبر إعدام شاب نائم في فراشه تصرفًا يستحق المساءلة أو الاعتقال أو التحقيق، فإن الرسالة التي تصل إلى الجنود هي أنهم أحرار بفعل ما يشاؤون".
وربطت بين حالة الانفلات في سلوك الجيش والدعم السياسي من الحكومة الإسرائيلية، معتبرة أن "هذه الحكومة لا تكتفي بعدم رفض الانتهاكات، بل تحثّ عليها وتشجعها، ما يزيد إسرائيل قسوةً ورفضًا للمساءلة الدولية".
حصيلة الضحايا تتزايد
قالت الصحيفة إنه بالتوازي مع الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، صعّدت قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 974 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفًا، بحسب مصادر فلسطينية.
منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة، خلّف حتى الآن أكثر من 181 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ودمار واسع في البنية التحتية، ونحو مليون نازح.
ويتهم المجتمع الدولي، بما فيه منظمات أممية وحقوقية، إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في المقابل، امتدت هذه السياسات تدريجيًا إلى الضفة الغربية، ما يُنذر بتحول ممنهج في أسلوب تعامل القوات الإسرائيلية مع الفلسطينيين في مختلف أنحاء الأراضي الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية.